لو كانَ بالإمكانِ، لو كانَ بالإمكانِ حقاً …
لمَ لا تُوجدُ لحظاتٌ يُمكننا فيها البدء مِن جديدٍ
مِن أرحامِ أمّهاتنا
لحظةَ الولادة؟ على الحياةِ دائماً أنْ تُنصت وَحيدةً
لِصوتِ الموجةِ القَادمة.
ومع ذلك، لا ينبغي أنْ نُدير ظهورنا لطريقٍ مَشيناها.
مِزَقُ السّنينِ التي تَسكّعتُ بها
تخفقُ هُنا وهناك كالغسيل.
عندما كنتُ فقيراً، حتى الدّموع كانتْ شحيحةً.
في بعضِ الأمسياتِ،
دفّأتُ ظهري البارد بجمراتٍ خافتةٍ،
ثم استدرتُ على مضضٍ لأدفّئ صدري.
في ليالٍ أُخرٍ،
ارتعدتُ، وتجمدّتُ بكلّ بَسَاطةٍ.
كلّما كانتْ أيامُ الغدِ اللامعدودة تتحول إلى اليومِ،
كنتُ غَالباً محضَ غريبٍ
في مقعدٍ خَلفيٍّ.
عندَ الغسق، كانت الجبالُ سحيقةَ العمقِ،
فبَدتِ الطريقُ التي كان عليّ أن أقطعها
أطول مِن التي سلكتُهُا.
هبّتِ الريحُ، هبّت…
أكانَ هذا روحَاً يَعوي، أمْ شِعراً؟
لمْ يكنِ الأسى يوماً يُباع ويُشترى.
فكنْ حزيناً
كمصباحٍ
يقف مُتأخراً، بعيداً.
لعلي لمْ أتركْ شيئاً،
سِوى شُعوري
بأني تركتُ شيئاً مَا ورائي …
بينما كانَ الضبابُ ينقشعُ،
نهضتُ سريعاً مِنَ المكانِ الذي قطنتُهُ،
مِنَ المحتملِ أنَهُ على الشاطئ الغربيّ
قُربَ الرأسِ الأكثرِ
تطرفاً مِن شبهِ جزيرةِ تايان.
أكانَت هذ روحاً تعوي في مرحلةٍ ما مِنْ حياتي، أمْ شِعراً؟