31 Mar
31Mar

https://www.facebook.com/non7474/

قصيدة العاديّون ....


لا أحب العاديَّةَ في المصير‏ 

بالرغم من كثرة الرمادية في هذا العالم.‏ 
لا أحب المهرولين إلى خفض الجباه الخدومة‏ 
بالاتجاه الذي تهب منه الريح.‏ 
يحدث جدال بين السماء والأرض‏ 
رعد وبَرَد وبروق صامتة،‏ 
وبين الأصدقاء يمكن أن تنشب مشادات،‏ 
الرمادية وحدها تظل دائماً ساكنة.‏ 
حشود الموظفين العاديين‏ 
تتزاحم، منذ القدم، قرب العرش‏ 
وتنحدر كعربة من قمة جبل‏ 
لتنحني بتملق مرة إثر مرة.‏ 
صفوف الشعراء العاديين‏ 
يهرولون لتأدية بروفا الجوقة الإبداعية‏ 
وربة الشعر تقف على الرصيف‏ 
عارضة نفسها للبيع وهي تموت خجلاً‏ 
الرمادية ملأت كل الزوايا حولنا‏ 
ومن الغريب أنك عاجز عن الاختباء منها‏ 
تغلق باب غرفتك، توصد باب الدار بالمسامير‏ 
وإذا بها تطل عليك من شاشة التلفاز‏ 
تئز الدعايات كالمغزل‏ 
لجوجة، ودائماً تافهة.‏ 
وقد نجحتْ منذ مدة طويلة‏ 
في إزاحة بوشكين وبلوك عن الشاشة.‏ 
العادية ملأت المنابر العالية‏ 
بإفراط لا حد له ولا نهاية‏ 
والميكروفونات أخمدت صوت القلوب‏ 
وتهدر اليوم بصوت أعلى من دفوف أهالي الجبال.‏ 
البلد الجبار تَمزَّق،‏ 
الزمان والمكان، جزأهما الكذب.‏ 
والرمادية انتشت من جديد بخمرة الفوضى،‏ 
واعتمرتْ تاجَ الادّعاء.‏ 
إنها تشحذ منقارَها الامبراطوري‏ 
ناظرةً في مرآة معوجة...‏ 
أيتها العاديّة: إنني لا أحبك‏ 
ولكنك لست أهلاً حتّى لبغضي.‏

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة