https://www.facebook.com/non7474/
قصيدة العاديّون ....
لا أحب العاديَّةَ في المصير
بالرغم من كثرة الرمادية في هذا العالم.
لا أحب المهرولين إلى خفض الجباه الخدومة
بالاتجاه الذي تهب منه الريح.
يحدث جدال بين السماء والأرض
رعد وبَرَد وبروق صامتة،
وبين الأصدقاء يمكن أن تنشب مشادات،
الرمادية وحدها تظل دائماً ساكنة.
حشود الموظفين العاديين
تتزاحم، منذ القدم، قرب العرش
وتنحدر كعربة من قمة جبل
لتنحني بتملق مرة إثر مرة.
صفوف الشعراء العاديين
يهرولون لتأدية بروفا الجوقة الإبداعية
وربة الشعر تقف على الرصيف
عارضة نفسها للبيع وهي تموت خجلاً
الرمادية ملأت كل الزوايا حولنا
ومن الغريب أنك عاجز عن الاختباء منها
تغلق باب غرفتك، توصد باب الدار بالمسامير
وإذا بها تطل عليك من شاشة التلفاز
تئز الدعايات كالمغزل
لجوجة، ودائماً تافهة.
وقد نجحتْ منذ مدة طويلة
في إزاحة بوشكين وبلوك عن الشاشة.
العادية ملأت المنابر العالية
بإفراط لا حد له ولا نهاية
والميكروفونات أخمدت صوت القلوب
وتهدر اليوم بصوت أعلى من دفوف أهالي الجبال.
البلد الجبار تَمزَّق،
الزمان والمكان، جزأهما الكذب.
والرمادية انتشت من جديد بخمرة الفوضى،
واعتمرتْ تاجَ الادّعاء.
إنها تشحذ منقارَها الامبراطوري
ناظرةً في مرآة معوجة...
أيتها العاديّة: إنني لا أحبك
ولكنك لست أهلاً حتّى لبغضي.