11 Jul
11Jul



إذا ما أطلق قلبكِ الأنين تحت وزر الحياة‏ 
متجرجرا ومتخبطاً مثل نسر جريح‏ 
حاملاً، مثل قلبي، على جناحه المنقاد‏ 
عالماً بأكمله، من الشؤم والسحق والاستعباد؛‏ 
وإذا لم يخفق إلا وينزف من جرحه الخالد،‏ 
وإذا لم يعد يرى الحب، نجمه هذا الأمين‏ 
يضيء لـه وحده الأفق الممحوّ، الكئيب،‏ 
وإذا كانت نفسك مُكَبَّلَةً مثل نفسي،‏ 
وقد سئمت مهمتها وقوْتها المرّ،‏ 
تترك المجذاف يسقط على سفينتها الكئيبة،‏ 
وتحني رأسها الشاحب فتبكي فوق البحر،‏ 
وإذ تبحث في الأمواج عن طريق مجهولة،‏ 
ترتعش إذ يتراءى لها، على كتفها العاري‏ 
"الوشم الاجتماعي" الذي كُتب بالنار.‏ 
وإذا ما ارتعش جسدكِ بفعل الأهواء الدفينة‏ 
فارتعد خجلاً وأغاظته الأنظار،‏ 
وبحث عن خلوة بعيدة يعزل فيها جماله‏ 
كي يحسن بذلك تفادي المدنِّس المهين؛‏ 
وإذا جَفَّتْ شفتاكِ تجاه سمّ الأكاذيب‏ 
واحمرّ جبينكِ الجميل لمروره في الأحلام‏ 
بمجهول دَنِسٍ يراكِ ويسمعكِ؛‏ 
ارحلي بشجاعة؛ اهجري جميع المدن،‏ 
لا تجعلي غبار الطريق يُكْمِدُ قدميكِ،‏ 
ومن عالي أفكارنا انظري المدن الدنيئة‏ 
مثل صخور الاستعباد البشري المشؤومة،‏ 
فالغابات الكبيرة والحقول هي ملاجئ شاسعة‏ 
حرّة كالبحر حول الجزر الكئيبة..‏ 
وسيري عبر الحقول وفي يدكِ زهرة...

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة