إذا ما أطلق قلبكِ الأنين تحت وزر الحياة
متجرجرا ومتخبطاً مثل نسر جريح
حاملاً، مثل قلبي، على جناحه المنقاد
عالماً بأكمله، من الشؤم والسحق والاستعباد؛
وإذا لم يخفق إلا وينزف من جرحه الخالد،
وإذا لم يعد يرى الحب، نجمه هذا الأمين
يضيء لـه وحده الأفق الممحوّ، الكئيب،
وإذا كانت نفسك مُكَبَّلَةً مثل نفسي،
وقد سئمت مهمتها وقوْتها المرّ،
تترك المجذاف يسقط على سفينتها الكئيبة،
وتحني رأسها الشاحب فتبكي فوق البحر،
وإذ تبحث في الأمواج عن طريق مجهولة،
ترتعش إذ يتراءى لها، على كتفها العاري
"الوشم الاجتماعي" الذي كُتب بالنار.
وإذا ما ارتعش جسدكِ بفعل الأهواء الدفينة
فارتعد خجلاً وأغاظته الأنظار،
وبحث عن خلوة بعيدة يعزل فيها جماله
كي يحسن بذلك تفادي المدنِّس المهين؛
وإذا جَفَّتْ شفتاكِ تجاه سمّ الأكاذيب
واحمرّ جبينكِ الجميل لمروره في الأحلام
بمجهول دَنِسٍ يراكِ ويسمعكِ؛
ارحلي بشجاعة؛ اهجري جميع المدن،
لا تجعلي غبار الطريق يُكْمِدُ قدميكِ،
ومن عالي أفكارنا انظري المدن الدنيئة
مثل صخور الاستعباد البشري المشؤومة،
فالغابات الكبيرة والحقول هي ملاجئ شاسعة
حرّة كالبحر حول الجزر الكئيبة..
وسيري عبر الحقول وفي يدكِ زهرة...