05 Apr
05Apr

لَيْسَ للماءِ ظِلُّ
والعَصافيرُ تَغْسِلُ أَجنِحَةً
تَحْتَ نافورَةِ الضوءِ في نَخْلَةٍ
تَستَبيحُ زُجاجَ المَدى وتَدُلُّ
الطُّيورَ إِلى حافَّةِ البِئْرِ
ما زالَ في البِئْرِ ماءٌ يَشُدُّ الطُيورَ
إِلى طَرَفِ الخَيطِ في حُلْمِها ويَدُلُّ
 ليسَ للماءِ ظِلُّ !

ليسَ للماءِ ظِلُّ !
فَتَرَيَّثْ قليلاً لكيْ تَعبر الطَلَقاتُ الأخيرةُ
والقَطَراتُ الأَخيرةُ في جَسَدِ النهرِ
ما بَيْنَ نِصْفَيكَ
لا تَلْتَفِتْ للوراءِ
فماضيكَ خَلفَكَ ظِلُّ
ستُخْبرُكَ الآنَ نَمْلَةُ تَيمورِلَنكَ الكَبيرِ
لماذا انْكَسَرْتَ عَلى حافَّةِ التلِّ
 حينَ تُشاهِدُ سُنبلةَ القَمْحِ وهْيَ تُجَرْجِرُها نَملةٌ لا تَمَلُّ

لَيْسَ للماءِ ظِلُّ

ليسَ للماءِ ظِلُّ
وَلَدَتكَ عَلى سُرَّةِ الأَرضِ أُمُّكَ في لَيْلَةِ القَهْرِ
فاختَطَفَ الغيمُ وَجْهَكَ في الريحِ
والأَنبياءُ أَعدّوا صَليبَكَ فوْقَ هَديلِ الرِّسالاتِ
وانسَحَبوا آمنينَ إِلى ظِلِّهمْ في مَرايا الشَّرائِعِ
ثَمَّةَ أَسئِلةٌ هاهُنا تَرَكوها مُعلَّقَةً في سَماءِ التآويلِ
كمْ منْ سُؤالٍ يَدُلُّ
 وكمْ منْ سؤالٍ يُضِلُّ !

ليسَ للماءِ ظِلُّ !

سليمان دغش
 (من قصيدة: "ظِـــلّ المـــاء" ت ديوان ظـــلّ الشَّمس )

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة